مختارات من الموقع
|
|
|
|
في بلدنا دب أبيض
9/8/2020
![]() صحا بلدنا منذ شهر على كابوس..مجهول أتى بليل على الأخضر واليابس..أكل الزرع فى الحقول..دمر المحال والحوانيت..التهم الدجاج فى الحظائر..حتى الماشية أصابها فى مقتل..لم يره أحد ولم يسمعه أحد ولم يشعر به جنس مخلوق..إلا خفير القرية..خرج بقصة عجيبة: فى بلدنا دب أبيض..هو الذى فعلها والناس نيام...أقسم أنه رآه يعيث فى الأرض فسادا هنا وهناك.. - دب يا قزمان؟؟!!دب أبيض من دببة القطب الشمالى فى بلدنا الصحراوى؟؟!! وفى شهر أغسطس؟؟!! رد قزمان فى انفعال شديد: - والله والله والله دب...وأبيض..وعاث فسادا.. أصر قزمان على روايته وصدقه من صدقه وتظاهر بتصديقه من تظاهر..فيما عدا دهمان..الصحفى بجريدة الإقليم..أخذ يشكك فى رواية قزمان ويستعرض ثغراتها..ولكن لم يعره أحد اهتماما..فقد كان نائما مثل الآخرين ولم ير شيئا بنفسه..الموضوع مر ولابد من إعادة البناء وتعويض ما ضاع بدلا من الكلام فيما لن يقدم ولن يؤخر.. ولكن الأمر لم يتوقف هاهنا..تكررت الإعتداءات وتكررت الخسائر وزاد عليها خطف الأطفال..نعم..اختفى عدد من الأطفال من أسرتهم وهم عليها نيام..أصبحت القرية على كارثة بمعنى الكلمة لا يمكن السكوت عليها..ثار الأهالى وهاجوا وماجوا..ومازال قزمان هو الشاهد الوحيد هذه المرة أيضا..أصر على قصته وزاد عليها: - والله والله والله دب..وأبيض..وأنفه أحمر..وله صوت أشبه بفحيح الأفعى..وعاث فسادا.. واصل دهمان حملته ضد قزمان ساخرا من الأوصاف الجديدة للدب المزعوم ومنافاتها لحقائق العلم.. وقررنا نحن أهل القرية أن نتربص بالمعتدى أيا كانت هويته..دب أو انسان أو حتى عفريت من الجن..تناوبنا السهر ولكن هذا لم يردع المعتدى..عاد مرة أخرى وارتكب جرائمه الشنعاء..وكان الشهود هذه المرة كثيرين..كلهم رأوا الدب ولكنهم اختلفوا فى وصفه..ادعى البعض أنه دب حقيقى مهول، وادعى آخرون أنه أنسى متخف فى هيئة دب..قال البعض أن أنفه أحمر وقال آخرون أن أنفه بنى..أيد نفر قزمان فى تشبيه صوت الدب بفحيح الأفعى، بينما أصر نفر أن صوته أقرب لصرير العرسة الجبلية..اشتد الخلاف وتحول لنزاع وكاد أن يصل لعراك..رغم أن أحدا منهم لم يحاول أن يعارك الدب عندما أتى وسرق ونهب وقتل.. حسما للنزاع..عين قزمان فريقا من الناس حراسا رسميين تحت أمرته ليعينوه فى القضاء على الدب..ولم يفت الصحفى دهمان أن يكشف للرأى العام أن أعضاء هذا الفريق هم أنفسهم الذين اتفقت شهاداتهم مع رواية قزمان عن الدب بنسبة مائة بالمائة.. لجأ دهمان لحكيم القرية وطلب منه ان تجرى انتخابات حرة نزيهة لإختيار حرس القرية الذين آل الأمر اليهم بعد ان تم تزويدهم بالسلاح..إلا أن الحكيم الذى بلغ من العمر عتيا أصابه داء ألزهايمر..فنسى كل التاريخ ولم يعد يذكر من الحاضر إلا الشيكولاته المستوردة التى ياتيه بها قزمان.. الأسبوع الماضى صرح قزمان فى كل مكان أن نهاية الدب الأبيض قد أوشكت..وأن رجالا أوفياءا أبرارا مخلصين نذروا حياتهم للوطن قد تعاهدوا أن يتصدوا للدب ولكل عدو يفكر أن ينال من حرمة البلد..وأن لا صوت يعلو فوق صوت معركة الدب..فرض حظر التجول بعد الغروب فى القرية وتم تفتيش الداخل والخارج بكل همة..واقتيد للتحقيق والاستجواب كل طويل بدين..ومنح الحرس صلاحيات للمصادرة عند اللزوم.. بالأمس أعلن قزمان عن مؤتمر صحفى عالمى..ليخبر الناس بحدث تاريخى جلل..يبدو أن الفرج قد جاء..تبادل الأهالى التهانى وبالغ البعض..فعلقوا الزينات وأقاموا الأفراح..احتفالا بالخبر المرتقب..خبرالقضاء على العدو الغاشم الآثم... تجمعت وكالات الأنباء..وظهر قزمان فى حراسة مهيبة ليعلن على الملأ أن الدب قد أكل دهمان..وأن الحداد واجب لثلاثة أيام..ولم ينس فى نهاية المؤتمر أن يقسم بشرفه العسكرى للأمة أن جفنيه لن يغمضا حتى يتم القبض على الدب الأبيض ذى الأنف الأحمر والصوت الأفعوانى حيا أو ميتا.. |
|
![]() |
كوب واحد وعشرة عقول
حواديت
|
![]() |
في بلدنا دب أبيضدب يا قزمان؟؟!!دب أبيض من دببة القطب الشمالى فى بلدنا الصحراوى؟؟!! وفى شهر أغسطس؟؟!! حواديت |
![]() |
جولة حرة في سوق الوقت
حواديت
|