مختارات من الموقع
|
|
|
|
![]() 1- الإمام الأول: قد يمتد حمل المرأة إلى 3 سنوات الإمام الثانى: هذا مخالف للعقل والعلم..والشرع لا يخالف العقل والعلم..هذا الرأى يفتح باب فساد... *********** 2- الإمام الأول: يجوز تأجير الأرض المزروعة الإمام الثانى: نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا.. ولكن لصاحب الأرض أن يزرعها بنفسه أو أن يعين من يزرعها له..على أن يتقاسم معه الثمار بنسبة يتفق عليها.. *********** 3- الإمام الأول: ديون العباد فى التركة أولى بالسداد من الزكاة الإمام الثانى: الزكاة أولى بالسداد لأنها حق الله والعباد معا.. *********** 4- الإمام الأول: يعتد بالنسب فى الزواج..فلا يصح زواج القرشى من غير القرشية أو العربى من غير العربية.. الإمام الثانى: المعول هو الإسلام..كل مسلم كفء لكل مسلمة.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم..ولا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى *********** 5- الإمام الأول: يجوز الحكم بشهادة شاهد واحد ويمين صاحب الحق الإمام الثانى: لا يجوز الحكم إلا بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين على الأقل *********** 6- الإمام الأول: يجوز للمرأة أن تتقاضى مؤخر صداقها متى شاءت الإمام الثانى: لا يجوز للمرأة أن تتقاضى مؤخر صداقها إلا بإنتهاء العقد عند موت الزوج أو وقوع الطلاق *********** 7- الإمام الأول: لا تجب الزكاة فى مال الشريكين إلا حتى يكون لكل واحد منهما على حدة ما تجب فيه الزكاة الإمام الثانى: تجب الزكاة حينما يبلغ مجموعه نصاب الزكاة..وبهذا قال عمر بن الخطاب *********** 8- الإمام الأول: يجوز جمع الصلاة فى حالة سوء الجو الإمام الثانى: سوء الجو ليس من مبيحات الجمع *********** 9- الإمام الأول: فى صلاة الإستسقاء..تقدم الصلاة على الخطبة الإمام الثانى: صلاة الإستسقاء كصلاة الجمعة..تقدم فيها الخطبة والدعاء على الصلاة.. ************ 10- الإمام الأول: ..يجوز ضرب المتهم بالسرقة لإجباره على الإعتراف..فمصلحة المجتمع فى حماية الأموال العامة أولى من المصلحة الخاصة للمضروب الإمام الثانى: الضرب فى حد ذاته عقوبة لا يجب تنفيذها إلا بعد ثبوت الإدانة.. فما بالنا إذا كان المضروب بريئا..لأن يفلت عشرة مذنبين خير من أن يضرب برىء واحد.. ************ 11- الإمام الأول: فى حالة الإتفاق على جريمة قتل.يعاقب بالإعدام كل الشركاء.. الإمام الثانى: يعاقب بالإعدام الفاعل الأصلى فقط.. أما المشاركون الآخرون..فيحبسوا مدى الحياة..وهو حكم الإمام على بن أبى طالب ************ 12- الإمام الأول: أحاديث الآحاد مردودة ويقدم عليها عمل أهل المدينة أو ما يحقق المصلحة الإمام الثانى: مادام حديث الآحاد يوافق القرآن وباقى الأحاديث ولا يخالف العقل أو مقاصد الشرع فيجب الأخذ به..لضبط مسألة المصلحة والإستحسان وتجنب تباين الآراء بين المفتين فى المسألة الواحدة.. ************* المولد والخلفية العائلية: شاء القدر أن يولد هذان العالمان الجليلان فى العام نفسه...93 هجرية.. ولد أولهما...وهو الإمام مالك بن أنس لتاجر حرير متوسط الحال فى المدينة المنورة...وتدهورت به الحال بعد موت والده..حتى أنه باع خشبا من سقف بيته ليعول أسرته.. بينما ولد الآخر..وهو الإمام الليث بن سعد..لأسرة ثرية فى قلقشنده - مركز طوخ - القليوبية - مصر..والعائلة يعود أصلها للمصريين القدماء الذين دخلوا فى الإسلام بعد الفتح.. كان للأبوين دور مؤثر فى مستقبل كلا الإمامين..فبينما غضب أنس من ابنه مالك لكثرة لهوه (رغم أنه حفظ القرآن وبعض الأحاديث فى العاشرة من عمره) مما دفع أمه للزج به فى حلقة (ربيعة) أكبر فقهاء المسجد النبوى الشريف..وجه سعد ابنه الليث للفسطاط وزوده بما يغنيه حتى يتفرغ تماما لطلب العلم.. المعاناة فى الشباب: كانت معاناة مالك الأساسية تعود لظروفه المادية الصعبة..وجهاده للتوفيق بين طلب العلم وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لنفسه ولأسرته..ووصل الأمر إلى حد جوع العالم الفذ وزوجته..وجوع إبنته الطفلة الصغيرة..فكان يدير الرحى لكى لا يسمع الجيران صراخها.. أما الليث..فقد كفاه ثراء أسرته مثل هذه المحنة إلا أنه كان يعانى بشكل آخر.. كان يعانى من التفرقة العنصرية التى كانت سائدة فى عهد الدولة الأموية بين العرب والموالى (أهل الأمصار الذين دخلوا فى الإسلام)..وهى تفرقة لم تنل من الحقوق المادية لأهالى البلاد المفتوحة..إلا أنها نالت من الحقوق الأدبية..مثل تولى المناصب الكبرى ورعاية المكانة العلمية..بعكس ما أمرت به تعاليم الإسلام التى أكدت أن (لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى).. نقاط التميز: قال عنه تلميذه الشافعى: إذا ذكر الحديث فمالك هو النجم الثاقب تميز الإمام مالك بن أنس بالإخلاص والمثابرة الشديدة فى الإجتهاد...فقد كان يعقد عقدة فى خيط معه كلما سمع حديثا من شيوخه..ثم يعد العقد فى نهاية اليوم مع ترديد الأحاديث..فإذا وجد أن العقد أكثر مما يحفظ..توجه من فوره لبيت العالم وقرع بابه لكى يعيد عليه ما نسى.. كذلك عرف عن مالك التواضع الجم..والحيطة البالغة فى الفتوى..فمما اشتهر عنه أنه رفض أن يدشن حلقة خاصة به إلى ما بعد الأربعين من عمره رغم ذيوع صيته أكثر بكثير من أصحاب الحلقات المعاصرين..ولما نوى ذلك، دار على أصحاب الحلقات كلها وعددهم سبعين من الشيوخ يستأذنهم فى ذلك... ويحكى أن فقيها فى المغرب أرسل له رسولا يستفتيه فى مسألة..فكان رد مالك: أخبر الذى أرسلك أن لا علم لى بها.. فأخبره الرجل أنه جاء من مسيرة ستة أشهر.. قال مالك: ما أدرى وما أبتلينا بهذه المسألة فى بلدنا..وما سمعنا أحدا من أشياخنا تكلم فيها..ولكن تعود غدا... ظل مالك طول الليل يقرأ ويطلع ويفكر فى كل ما يمكن أن يتصل بالمسألة..فلما جاء الغد..زاره الرسول من جديد..فقال له مالك: ما أدرى ما هى.. وفى يوم طلب منه الخليفة المنصور (بناءا على نصيحة من ابن المقفع) أن يضع كتابا فى الفقه يكون بمثابة القانون الرسمى للدولة الإسلامية كلها..حتى يتم توحيد الأحكام والفتاوى..حاول مالك الإعتذار عن المهمة قائلا: إن الناس تفرقوا فى البلاد..فأفتى كل قطر بما رأى.. ولكنه فى النهاية عدل عن رأيه..إلا أنه لم ينجز الكتاب (الموطأ) إلا فى عهد هارون الرشيد..الذى أراد أن يعلق الكتاب فى الكعبة لولا أن رفض مالك ذلك.. ومما عرف عن مالك أيضا أنه كان يكره الكلام فى السياسة ويكره المناقشات العقيمة فى العقائد والفلسفة..ويكره الجدال ويكره المناظرة..وفى يوم طلب منه الخليفة هارون الرشيد أن يناظر أبا يوسف..صاحب أبى حنيفة..فرد عليه الإمام مالك قائلا: إن العلم ليس كالتحريش بين البهائم والديكة.. ..وبالرغم من ذلك اضطر الأمام اضطرارا إلى بعض ما يكره فى مراحل متأخرة من حياته.. إنحصر عالم الإمام مالك كله فى المدينة المنورة..عقلا وروحا وجسدا... لم يبرح المدينة المنورة طوال عمره الذى امتد ل86 سنة.. ولم يطلع إلا على ما كان متداولا فى المدينة المنورة.. واقتنع فى قرارة نفسه أن ما فى داخل المدينة يغنى عما خارجها..حتى أنه فقهيا قدم عمل أهل المدينة على الأحاديث الصحاح إذا كانت من أحاديث الآحاد.. على العكس تماما..كان الإمام الليث بن سعد..فبمجرد وصوله للفسطاط..جاوز اطلاعه علوم الدين كلها بتعلم كل معطيات الحضارات الأخرى..مصرية ويونانية ورومانية وفارسية وهندية..فلك وطب ورياضيات وهندسة وطبيعيات..أعانه على ذلك إتقانه للغة القبطية التى كانت بعد حية فى ذلك الزمان.. وكان كلما سمع بفقيه فى بلد من البلاد شد الرحال إليه..من الشام للمغرب للحجاز..وعلى الرغم من أنه بدأ فى إلقاء دروسه وهو فى العشرينات من عمره..إلا أنه سافر للعراق وهو فى الستين من عمره ليتلقى العلم عن فقيه أصغر منه.... كانت الوسطية هى ديدن الإمام الليث بن سعد فى الحياة..وأسفرت ثقافته التعددية المتنوعة عن نهج عظيم التوازن فى الحياة: أسس لمدرسة فقهية جديدة تجمع بين النص والرأى..فى ظل شقاق بعيد الأمد بين المدرستين فى زمانه.. حفظ القرآن والأحاديث..وحفظ أيضا الشعر العربى وكان يتغنى به بصوت جميل كان يقوم الليل حتى يطلع الفجر فيمتطى فرسه إلى دروس مسجد عمرو بن العاص...وبعد العصر يرتدى أجمل ثيابه ويتعطر ويتمشى على شاطىء النيل.. ورغم ثرائه المهول لم تجب عليه زكاة أبدا..إذ كان يصرف كل ما لديه على عيش مرفه لنفسه وعطايا للفقراء يطعم فى كل يوم 300 مسكين ويشترى لنفسه ثوبا جديدا.. عندما ولى عصر الدولة الأموية وحلت أيام الدولة العباسية..عادت الأمور لنصابها واختفت التفرقة بين العرب والموالى وأهل الذمة..وتبوأ الكثيرون من غير العرب مناصب كبرى فى الدولة..ومنهم الليث بن سعد الذى عينه الخليفة المنصور كبيرا للديار المصرية يخضع القاضى وحتى الوالى لمشورته..فقسم الليث وقته أربعة أقسام: قسم للمسئولين ليدلى بدلوه فى قراراتهم..وقسم درس لأهل العلم..وثالث يفتى فيه للعامة..ثم رابع يقضى فيه حاجات الناس.. اللقاء: التقى مالك بالليث لأول مرة فى الحجاز عندما كانا فى العشرين من العمر..واستمرت صداقتهما 62 عاما حتى توفى الليث عن 82 سنة .. أدرك الليث على الفور مدى فقر مالك..فوصله بمال وأقسم عليه أن يقبله..وظل يرسل له الهدايا والعطايا من مصر حتى فتح الله على مالك وتبوأ المكانة العلمية اللائقة به..وقدر الخلفاء تلك المكانة..فأجروا له من الراتب ما يكفيه ويوفر له ولأسرته الحياة الكريمة لكى يستطيع أن يتفرغ لمهامه العلمية الجليلة.. وقد اعتاد الليث أن يزور مالكا كلما سافر للحجاز فى رحلاته المتكررة للحج والعمرة وطلب العلم.. وذات يوم التقى الليث مع أبى حنيفة فى مجلس مالك (ياله من لقاء)..فوجد الليث أن مالكا يمسح عرقه رغم شدة برودة الجو..فسأله عن السبب..ورد مالك: عرقت مع أبى حنيفة..إنه لفقيه يا مصرى.. وسأل الليث أبا حنيفة عن مالك..فأثنى عليه أطيب ثناء.. الخلاف: " من مالك إلى ابن سعد.. سلام عليك.. فإنى أحمد الله اليك الذى لا إله إلا هو.. أما بعد.. عصمنا الله واياك بطاعته فى السر والعلانية..وعافانا الله واياكم من كل مكروه.. اعلم - رحمك الله - أنه بلغنى أنك تفتى الناس بأشياء مختلفة، مخالفة لما عليه الناس عندنا..وانت - فى أمانتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك وحاجة من قبلك إليك واعتمادهم على ما جاءهم منك - حقيق بأن تخاف على نفسك وتتبع ما ترجو النجاة باتباعه فإن الله تعالى يقول: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وقال: فبشر عباد. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. فإنما الناس تبع لأهل المدينة..إليها كانت الهجرة وبها تنزل القرآن وأحل الحلال وحرم الحرام..إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم يحضرون الوحى والتنزيل ويأمرهم فيطيعون ويسن لهم فيتبعونه حتى توفاه الله واختار له ما عنده.. ثم قام من بعده أتبع الناس له ممن ولى الأمر من بعده..فما علموه أنفذوه وما لم يكن عندهم فيه علم سألوا عنه.. ولا يجوز لأحد أن يخالف عمل أهل المدينة..فعملهم بمثابة السنة المتواترة..ولا يحق لمن كان فى مكانتك وفقهك أن يفتى بما يخالف ما أجمع عليه أهل المدينة.. فانظر رحمك الله فيما كتبت إليك لنفسك واعلم إنى أرجو ألا يكون دعائى إلى ما كتبت به إليك إلا النصيحة لله وحده..فأنت تعلم أنى لم آلك نصحا.. وفقنا الله واياك لطاعته وطاعة رسوله فى كل أمر وعلى كل حال.. والسلام عليكم ورحمة الله" "من الليث إلى ابن أنس.. سلام عليك.. فإنى أحمد الله اليك الذى لا إله إلا هو.. أما بعد.. عافانا الله واياك وأحسن لنا العاقبة فى الدنيا والآخرة.. قد بلغنى كتابك تذكر فيه من صلاح حالكم الذى يسرنى..فأدام الله ذلك لكم وأتمه بالعون على شكره والزيادة من إحسانه.. بلغك أنى أفتى الناس بأشياء مخالفة لما عليه جماعة الناس عندكم وأنى يحق لى الخوف على نفسى لاعتماد من قبلى على ما أفتيهم به وأن الناس تبع لأهل المدينة التى كانت إليها الهجرة وبها نزل القرآن..وقد أصبت بالذى كتبت من ذلك إن شاء الله ووقع منى بالموقع الذى تحب..وما أجد احدا ينسب إليه العلم أكره لشواذ الفتيا ولا أشد تفضيلا لعلماء أهل المدينة الذين مضوا ولا آخذا لفتياهم فيما اتفقوا عليه منى والحمد لله الذى لا شريك له.. أما ما ذكرت من مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ونزول القرآن بها عليه بين ظهرى أصحابه وما علمهم الله منه وأن الناس صاروا تبعا لهم فيه فكما ذكرت.. وأما ما ذكرت من قول الله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم فإن كثيرا من أولئك السابقين الأولين خرجوا إلى الجهاد فى سبيل الله إبتغاء مرضاة الله فجندوا الأجناد واجتمع اليهم الناس فأظهروا بين ظهرانيهم كتاب الله وسنة نبيه ولم يكتموا شيئا علموه.. وكان فى كل جند منهم طائفة يعلمون كتاب الله وسنة نبيه ويجتهدون برأيهم فيما لم يفسره لهم القرآن والسنة وتقدمهم أبو بكر وعمر وعثمان الذين اختارهم المسلمون لأنفسهم..ولم يكن أولئك الثلاثة مضيعين لأجناد المسلمين ولا غافلين عنهم..بل كانوا يكتبون فى الأمر اليسير -لإقامة الدين والحذر من الإختلاف- بكتاب الله وسنة نبيه فلم يتركوا أمرا فسره القرآن أو عمل به النبى صلى الله عليه وسلم أو أئتمروا فيه بعده إلا علموهموه.. فإذا جاء أمر عمل فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصر والشام والعراق على عهد أبى بكر وعمر وعثمان ولم يزالوا عليه حتى قبضوا لم يأمروهم بغيره فلا نراه يجوز لأجناد المسلمين أن يحدثوا أمرا لم يعمل به سلفهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم مع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختلفوا بعد فى الفتيا فى أشياء كثيرة..ولولا أنى عرفت أن قد علمتها كتبت بها إليك..ثم اختلف التابعون بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: الزهرى وربيعة وخلاف مالك والليث وعبد العزيز بن عبد الله مع ربيعة أستاذهم ثم أخذ الليث فى رسالته يحصى على مالك أخطاءه وأخطاء أهل المدينة من وجهة نظره.. وهى المسائل الإثنى عشر التى عرضت فى النوت السابق: http://www.facebook.com/notes/ktabat-d-yasr-njm/mbarat-fqhyt-sakhnt-byn-athnyn-mn-aymt-alaslam/475757597917 (اجتهادات مالك هى ما رأى الإمام الأول واجتهادات الليث هى ما رأى الإمام الثانى) ثم ختم الليث بن سعد رسالته قائلا: فلم يكن ينبغى لك أن تخالف الأمة أجمعين وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذا وأنا أحب توفيق الله اياك وطول بقائك لما أرجو للناس فى ذلك من منفعة وما أخاف من الضيعة اذا ذهب مثلك مع استئناسى بمكانك وإن نأت الدار فهذه منزلتك عندى ورأيى فيك..فاستيقنه..ولا تترك الكتابة إلى عن حالك وحال ولدك وأهلك وحاجة إن كانت لك أو لأحد يوصل بك فإنى آمر بذلك.. فنسأل الله أن يرزقنا وإياكم شكر ما أولانا وتمام ما أنعم به علينا والسلام عليك ورحمة الله..." وأسفرت الرسالة عن تراجع مالك بن أنس رحمه الله عن معظم آرائه..والأخذ باجتهاد الليث بن سعد فيها.. لقد سن الليث بن سعد منهجا واضحا فى الفتيا بالنسبة للمسائل التى لم يحسمها القرآن والسنة المتواترة.. ألا وهو الأخذ بأحاديث الآحاد الصحيحة ما لم تتعارض مع القرآن والسنة المتواترة ولم تخالف العقل أو مقاصد الشرع.. ثم الأخذ بأقوال الصحابة فيما لم تحسمه أحاديث الآحاد..ثم القياس فيما لم تحسمه أقوال الصحابة..وبذلك مهد الإمام الليث الطريق الوسط بين فقه النصوص وفقه الرأى..وتبعه فى هذا الشافعى عندما استقر فى مصر.. الفراق والمصير: توفى الإمام الليث بن سعد سنة 175 هجرية عن 82 عاما حافلة..وقال عنه أحد الفقهاء : كان الليث أفقه من مالك ولكن الحظوة كانت لمالك.. بكى المصريون الليث بن سعد بكاءا حارا ولكنهم لم يكتبوا تفسيره للقرآن وجمعه للحديث.. أما ما كتبه هو بنفسه..مثل كتاب: مسائل الفقه وكتابه فى التفسير والحديث وكتابه فى التاريخ..فقد تكفل به بعض معاصريه من المتعصبين..وأحرقوه وحاول الإمام الشافعى عندما حل بمصر أن يلتمس تراث الليث فلم يجده وقال: ما فاتنى أحد فأسفت عليه كالليث بن سعد.. يحكى الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوى الذى يعتبر كتابه الرائع : ( أئمة الفقه التسعة ) المرجع الرئيسى لهذا العرض..أنه ذهب فى أثناء إعداده للكتاب فى أواخر القرن العشرين الميلادى لمسجد الإمام الليث بن سعد بالقاهرة..لعله يجد بعض المراجع عنه..فرحب به القائمون على الجامع وقالوا له أن الماعز قد تسلل لمكتبة الجامع نتيجة للإهمال وأكل ما فيها من كتب ومخطوطات نفيسة... أما الإمام مالك بن أنس فقد توفى بعد صديقه بأربع سنوات..فى سنة 179 هجرية عن 86 سنة من العطاء الخالد..وهو من هو فى عالم الفقه الإسلامى..وتبع مذهبه علماء كثيرون منهم ابن رشد الأندلسى وأخذت عن فقهه الكثير من القوانين..ومنها قوانين الأحوال الشخصية المعاصرة فى مصر.. رحم الله العالمين الجليلين رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته وجزاهما عنا خيرا ورزقنا شيئا مما رزقهما |
|
![]() |
كوب واحد وعشرة عقول
حواديت
|
![]() |
في بلدنا دب أبيضدب يا قزمان؟؟!!دب أبيض من دببة القطب الشمالى فى بلدنا الصحراوى؟؟!! وفى شهر أغسطس؟؟!! حواديت |
![]() |
جولة حرة في سوق الوقت
حواديت
|