مختارات من الموقع
|
|
|
|
كماله في نقصانه
31/8/2020
- المال مهم جداً بالطبع لسعادة الإنسان..بدون المال قد لا تجد علاجاً لتخفيف آلامك..بدون المال قد لا تجد ما يسد جوعك..بدون المال لن يتوفر لك سكن مريح..تحتاج للمال لشراء ملابس جديدة..تحتاج المال لتوفير حياة كريمة لنفسك ولأسرتك..تحتاج المال لمواصلات جيدة..بالمال يقل حقدك على من يملكون ما لا يتيسر لك..بالمال تسافر لأماكن جميلة وتشتري وسائل ترفيه وتشعر بالأمان على مستقبلك... ولكن هل تتناسب السعادة طردياً مع كثرة المال؟ غير صحيح..وإلا ما رأينا نسب اكتئاب شديدة الإرتفاع وانتشار للإنتحار في أوساط الأثرياء والمشاهير والدول المرفهة.. وجدت احدى الدراسات ان السعادة تتناسب طردياً مع زيادة الدخل إلى حد 8 آلاف دولار شهرياً (حسب مستوى المعيشة في الولايات المتحدة..تساوى تقريبا 50-60 ألف جنيها شهريا على حسب مستوى المعيشة في مصر).. كل الزيادة عن ذلك لا تؤدي إلى زيادة في السعادة ولا الإحساس بالرضا... وتفسير ذلك أن هذا هو المبلغ اللازم لتحقيق الإشباع الاساسي...وهو المطلوب... ........ - ماذا يحدث بعد تحقق الإشباع الاساسي..؟ ماذا يقول العلم عن صيام رمضان؟
30/8/2020
فى معرض التعليقات على بوست باسم يوسف الذى روج فيه لنظام الصيام المائي..طعن بعض الملحدين من متابعيه وهم كثر..في نظام الصيام الإسلامي..وادعوا أنه ضارٌ صحياً..
. واستكمالاً لمقالى السابق الذى شرحت فيه بالأدلة العلمية أن ما يروج له باسم يوسف من صيام مائي هو أسوأ وأخطر أنواع الأنظمة الغذائية على الإطلاق من الناحية الصحية: . أشرح هنا بالأدلة العلمية أيضاً..كيف أثبتت الأبحاث الطبية الموثقة فى أكبر الدوريات العالمية..الفوائد الصحية للصيام الإسلامي وما يشابهه من أنواع صيام لعدة ساعات يومياً مقارنة بالصيام الخطير لأسابيع الذى يروج له باسم يوسف..علماً بأننى قمت باستبعاد كل الأبحاث التى أجراها بالكامل علماء مسلمون..وهي غالبية الأبحاث..منعاً لإثارة الشبهات حول الbias أو الإنحيازات المسبقة..رغم أن الكثير من هذه الأبحاث على درجة عالية من المصداقية المهنية البحثية..وتمت مراجعته بواسطة جهات محترفة محايدة... ....................................................... الدعاء والحالة والمكان
26/8/2020
كتير من المسلمين مش واصلة لهم فلسفة الدعاء... فاكرين ان الدعاء عبادة "طقوسية" زيها زى الصلاة..مفروضة ومحددة بمواقيت وروتين ثابت... أو زي الحج..مفروض ومحدد بمكان وزمان ومناسك معينة.. ___________________________________ تلاقي من قديم الأزل..الناس تحب تدعي عند القبور والأضرحة... وفي العصر الحالي..انتشر اوى الدعاء في الحرم المكي أو المدني.. الناس فاهمين ان الدعاء بيبقى مستجاب أكتر عند الكعبة مثلاً.. وبيوصوا بعض يدعوا لبعض في الحج والعمرة.. واللى عايز يكرم حد يدعي له عند الكعبة... واللى محتاج اوى وفى شدة يدور على حد يدعي له عند الكعبة.. كلنا بنسعى لده..والعبد لله ليس استثناءاً.. رسايل قصص القرآن
26/8/2020
- ربنا حكى لك عن سجود الملايكة لآدم..فقط لميزة "العلم" اللي ميزه بيها لما علمه الأسماء كلها اللي الملايكة مايعرفوهاش..دى رسالة لينا عن "معجزة العلم" ومكانة عقل الإنسان في هذا الكون..فوق العبادات والطاعات العمياء..
. - لما قابيل قتل هابيل..ولما اخوة يوسف رموه في الجب..في المرتين كان قتل أخ لأخوه اللى من لحمه ودمه..دي كانت رسالة عن المشاعر التدميرية الأخطر في النفس البشرية: "الغيرة والحسد"..علشان نبذل كل جهد ممكن لتحجيمها والسيطرة عليها.. . - سيدنا نوح..اللي قعد يدعوا قرابة الألف سنة..ويستحمل سخرية بدون أى ثمار تذكر..قليلين من اللي عاصروه صدقوه..لكنهم عاشوا وماتوا بدون ما يشوفوا اي تحقيق للي وعدهم بيه..وأغلب اللي عاصروه وكذبوه عاشوا وماتوا وهم فاكرين انه راجل مجنون مالوش أى مصداقية..دي رسالة ان النتيجة النهائية مش دنيوية خااااااااااالص..وفي الأغلب معظم الناس بيقضوا دنيتهم كلها وماعندهمش أى دليل من الأحداث الحاضرة على صحة أو خطأ اللى بيعيشوا حياتهم عليه إلا قناعاتهم وتصديقهم ويقينهم في اللي آمنوا بيه... وودي آلان ونصف الحقيقة
26/8/2020
وودي آلان..واحد من أشهر مخرجي هوليود على الإطلاق..والحائز على 4 جوائز أوسكار.. بعد أكثر من 80 سنة عمر..يصل إلى نصف الحقيقة..التي وفر القرآن الكريم الطريق إليها في نصف سطر: "وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ" . مثله مثل الكثيرين من العباقرة في الشرق والغرب..يحتاج إلى من يرشده لنصف الحقيقة الآخر..في بضع كلمات: " ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" ______________ سورة العنكبوت - الآية 64 1- الصلاة: .............. فرضت الصلاة كما نؤديها حالياً بهيئتها وتوقيتاتها وعدد ركعاتها بعد الإسراء والمعراج..أى بعد 11 سنة من بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام... وكان المسلمون يصلون بلا آذان حتى هاجروا للمدينة المنورة.. فهل قضى المسلمون 11 سنة في مكة بدون صلاة ؟ متى تأتي جرعة الأمل السحرية؟
24/8/2020
من أقوى سياقات الأحاديث..سياق حديث غزوة الخندق...حينما استعصت صخرة على معاول المسلمين..فاستنجدوا بالرسول عليه الصلاة والسلام..الذي أخذ المعول وسمى الله..ثم حطم الصخرة على ثلاث دفعات..
ومع كل دفعة..كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبصر جانباً من فتوحات الإسلام..ويخبر الصحابة بها..الشام..فارس..ثم اليمن.. يستشهد الكثيرون بالحديث للإستبشار..وكيف أن المسلمين كانوا آنذاك محاصرين عاجزين..وقد اجتمعت عليهم قوى الشر فى حيز ضيق لا يملكون غيره..ألا وهو حدود المدينة المنورة..ومن قلب ذلك الإنكسار المحبط وتلك المحنة العظيمة..تجيئهم جرعة الأمل السحرية أنهم سيحكمون الدنيا كلها... لكن السياق الأهم والأعظم عندى كيف "يثاب" الغم ؟ بل...وبغمٍ أخر ؟ هل سمعت من قبل عن "مكافأة" للغم ؟ وهذه المكافأة ليست إلا غماُ آخر؟ .................. لا يمكن أن تُفهم هذه الآيات (152 - 154 من سورة آل عمران) بغير السياق التاريخي لنزولها.. يوم الجمعة هو الحد الفاصل بين أسبوعين عند المسلمين..بدايته نهاية أسبوع مضى..ونهايته بداية أسبوع جديد.. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "إنَّ هذا يومُ عيدٍ جعلَهُ اللَّهُ للمسلمين"..(1) وقال: "سيد الأيام عند الله يوم الجمعة"...(2).. هذا اليوم الفاصل..فرصة سانحة للراحة والتقاط الأنفاس...والتأمل فيما حدث على مدار الأيام الفائتة..والإعداد للأيام الآتية.. الأسبوع الذي انقضى كان حافلاً بالمشاغل والأحداث والأخبار واللحظات السعيدة او البائسة..ربما خضت فيه معارك مصيرية قد تغير مجرى حياتك..أو تعرضت لضغوط أكبر من قدرتك على الإحتمال.. ربما حققت فيه انتصارات ونجوت من انكسارات..أو احتفلت فيه بنجاحات غير مسبوقة... تنتظر الأسبوع القادم باستبشار لأفراحٍ متوقعة أو تخوف وقلق من مصائب مرتقبة..ربما ستستعد لإمتحانات عسيرة أو رحلات طويلة..ربما تمر بنقاط تحول في تفكيرك أو خططك او طموحاتك... هل لسورة الكهف علاقة بكل هذا؟ لماذا تتمتع سورة الكهف تحديدأً بفضل قراءة في يوم الجمعة؟ هل هي مجرد طقوس أو أوامر تعبدية لا تمت بصلة لحياتنا ؟ "من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ"...(3)... هل هذا النور..مجرد نور غيبي أخروي...أم يحتمل المعنى أن يكون نوراً دنيوياً ايضاً..يضىء لنا الطريق عبر أيام حياتنا ؟ - تبدأ السورة وتنتهى بما يمكن ان نعتبره ملخصاً إجمالياً للعقيدة الإسلامية: البداية: "الحمد لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا. قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا. مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا. وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا. مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا. فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا. إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا." والنهاية: "أفحسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا. قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا. ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا. خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا. قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا. قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا." - ما بين البداية والنهاية 4 قصص..تستعرض فتنة الدين (أصحاب الكهف)..ثم فتنة المال (صاحب الجنتين)..فتنة العلم (موسى والخضر)..فتنة السلطة (ذو القرنين).. - أحداث حياتك وتوابعها ليست في الحقيقة كما تبدو لك ظاهرياً (هروب الشباب وإختفاؤهم في الكهف ليس النصر النهائي للشر - الغني لن يظل غنياً للأبد..وقدرته على الإحتفاظ بالمال حوزته محدودة - خرق السفينة لا يعنى بالضرورة إيذاء أصحابها - سفينتك المعيبة قد تنجيك من مصير صاحب السفينة الفخمة - وفاة الأبناء مبكراً قد تكون أفضل وأسعد وأريح للوالدين في الدنيا قبل الآخرة - التعجيل بعقاب الظالمين قد يلحق ضرر أكبر بالمظلومين..) - تشمل السورة تشكيلة من التصرفات المتباينة ازاء الفتن...ففي فتنة أصحاب كهف على سبيل المثال..كان الأفضل اعتزال الحياة العامة نظراً لكون الشباب قلة مستضعفة..لن تجني من المواجهة إلا الخسارة... بينما في حالة ذى القرنين مثلا..كان لديه (من كل شىء سبباً)..لذلك قاد التغيير والإصلاح والبناء بنفسه (بالقوة) و(الأخذ بالأسباب)..وبين الإثنين حالة الخضر في (الإصلاح غير المباشر)..من خلال العلم والتغييرات التي تؤتي ثمارها بعد سنين طويلة... - ما بين القصص مجموعة فريدة من الإضاءات الغالية والحكم شديدة الرقي: مثلاً... "لا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا".. " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا".. "المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا".. _______________________________ وهكذا... هذا نزر يسير من الكنز الكامن في أعماق هذه السورة... وعندي يقين أن كلاً منا سيعثر في ثناياها على نورٍ جديد كل أسبوع يضىء له أمراً أو أكثر من أحواله وأحوال الأمة في أسبوع انقضى وأسبوع على الأبواب... فقط..فلنحاول أن تتجاوز علاقتنا بالقرآن الكريم (أداء الطقوس)..إلى (ممارسة العبادة)..ثم لنرتقى بممارسة العبادة من مجرد التأمل والتدبر إلى الربط بالإيمانيات واليقينيات..لتكون هداية متكاملة..ليس لطرق الآخرة وحدها..ولكن لطرق الدنيا أيضاً.. _________________________ المصادر: ________ 1- الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب الصفحة أو الرقم: 1/342 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن.. 2- الراوي : سعد بن عبادة | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة الصفحة أو الرقم: 165 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.. 3- الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 6470 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.. سر الوجود والصورة المقلوبة
9/8/2020
![]() - هل لابد أن نعانى فى الحياة الدنيا ؟ - أين العدل فى هذا العالم ؟ - لماذا لا يظهر الله سبحانه وتعالى لنا جهرة فيحسم كل الشكوك ؟ - لماذا يترك الله عز وجل جنديا صهيونيا يقتل الرضع وأطفال المدارس ؟ - هل يريد ربنا أن يعذبنا بامتناع ارادى عن الأكل والشرب ؟ قد تبدو هذه الأسئلة طبيعية تماما وواقعية جدا لمن يقرأ الغاية من الوجود الإنسانى بصورة مقلوبة... أى من الآخر للأول... سواء صدرت هذه الأسئلة عن ملحد أو مؤمن... فالمنطق الذى يدفع هذه التساؤلات هو منطق يعتبر أن السنة الطبيعية للحياة البشرية هى المتعة والسعادة والرخاء وأننا جبلنا كملائكة فى جنة نرى الله رأى العين ونسبح بحمده ليلا ونهارا..لا نختار..ولا نخطىء..ولا نفكر..ولا نحتاج...ولا غاية لنا بعد حياتنا الدنيا..فهى المبتدأ والمنتهى.. ولكن القرآن الكريم يخبرنا فى 4 مواضع فقط بسر الوجود البشرى كله فى صورته الصحيحة..فقط علينا أن نتأمل المعانى ونربطها ببعضها البعض..لنرى الغاية من حياتنا كبشر فى هذه الدنيا ودورنا فيها كما أرادها خالقها... مشكلتنا أننا نريدها بمنطقنا نحن..لا بحكمته هو... تعالوا بنا نقرأ الدنيا بحكمته هو لعلنا نستوعبها بشكل أجمل ونتكيف معها بشكل أفضل ونؤدى رسالتنا فيها بشكل أكمل 1- البقرة وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) الآيات تقرر حقائق: - قبل خلق آدم...كانت هناك مخلوقات حيوانية تتسم بالإفساد فى الأرض وسفك الدماء وكانت هناك ملائكة لا تختار..محدودة التفكير..محدودة العلم عبادتها عبادة طاعة دائمة..سجود وركوع لا يتوقف وهى مستغنية عن الاحتياجات الحيوانية من نوم وراحة وطعام وشراب وجنس الخ الخ.. - ظنت الملائكة عند خلق آدم أنه سيكون نسخة مكررة من الحيوانات المفسدة السافكة للدماء ولم تدرك خطأها إلا بعد ان أثبت الله لهم بالتجربة العملية أن الميزة الأساسية للمخلوق الجديد هو علمه وفكره الذى تفوق حتى فى أكثر مراحله بدائية على علم الملائكة.. ............................ يقول سيد قطب (فى ظلال القرآن): ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة))[البقرة : 30]. (فهي المشيئة العليا تريد أن تسلم لهذا الكائن الجديد في الوجود زمام هذه الأرض وتطلق فيها يده، وتكل إليه أبراز مشيئة الخالق في الإبداع والتكوين والتحليل والتركيب، وكشف ما في هذه الأرض من قوى وطاقات، وكنوز وخامات وتسخير هذا كله بإذن الله في المهمة الضخمة التي وكلها الله إليه، وإذن فهي منزلة عظيمة منزلة هذا الإنسان في نظام الوجود على هذه الأرض الفسيحة، وهو التكريم الذي شاءه له خالقه الكريم، لقد خفيت على الملائكة حكمة المشيئة العليا في بناء هذه الأرض وعمارتها وفي تنمية الحياة وتنويعها وفي تحقيق إرادة الله على يد خليفة الله في أرضه) . 2- الأحزاب إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) روى الترمذي الحكيم ابوعبدالله: حدثنا إسماعيل بن نصر عن صالح بن عبد الله عن محمد بن يزيد بن جوهر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى لآدم يا آدم إني عرضت الأمانة على السموات والأرض فلم تطقها فهل أنت حاملها بما فيها فقال وما فيها يارب قال إن حملتها أجرت وإن ضيعتها عذبت فاحتملها بما فيها فلم يلبث في الجنة إلا قدر ما بين صلاة الأولى إلى العصر حتى أخرجه الشيطان منها". هنا الإنسان تعهد أن يتحمل نتيجة خياراته..التى لم تكن موفقة فى كثير من الأحيان.. هنا شق قدرى ليس للإنسان دخل فيه..وهو إتاحة فرصة الإختيار له أساسا وهى فرصة غير متاحة للملائكة وسائر المخلوقات..باستثناء الجن.. أما الخيارات نفسها من حيث المضمون فهى له بمطلق الحرية..لذلك يحاسب عليها.. 3- الذاريات ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) 56 تعالوا نربط الآيات الثلاث معا.. وقال الأستاذ/ سيد قطب: (( الإنسان في عرف الإسلام هو الخليفة في الأرض، قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)) [البقرة : 30]. خلق ليعبد الله: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات : 56] والعبادة تشمل كل نشاط الإنسان في الأرض: ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الأنعام : 162]. ومن بين العبادة المطلوبة هو عمارة الأرض ((هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ))[هود : 61]. ومن بينها السعي في الأرض وابتغاء فضل الله ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا))[الملك : 15]. وخلافه الله في أرضه إنما تكون بعمارتها وصناعة النهضة والحضارة فيها، ولكنها الحضارة الموصولة بالله تعالى، والتي ينشئها الإنسان في تعبيد الناس لرب العالمين، وهاهو النبى عليه الصلاة والسلام يبين لنا هذا المفهوم العظيم ويعقد الصلة بين الدنيا والآخرة((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها)). يقول الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في رسالته القيمة العبودية : [ العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة . وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضى بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله ] العبودية ص 38 . ففي الحديث الشريف : صحيح مسلم الزكاة (1006) ، مسند أحمد بن حنبل (5/168). ( وفي بضع أحدكم صدقة ) قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : ( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) 4- العنكبوت أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) أول حقيقة من خلال هذه الآية أن تعتقد اعتقاداً جازماً أن الأصل في الدنيا الابتلاء ، أنت ممتحن ، أنت ممتحن فيما آتاك الله ، ممتحن فيما زوى عنك ، أنت أمام زمرتين من موضوعات الابتلاء ، أمام زمرتين ، الزمرة الأولى التي آتاك الله إياها ، آتاك صحة ، أنت ممتحن بالصحة ، آتاك مالاً ، آتاك سلامة في أجهزتك ، آتاك مأوىً ، أتاك زوجة ، آتاك أولاداً ، أنت ممتحن فيما آتاك الله ، وممتحن أيضاً فيما زوى عنك ، فأنت أمام زمرتين من الابتلاءات ، ابتلاءات إيجابية وابتلاءات سلبية ، الذي نلته من الله أنت ممتحن به، والذي لم تنله أنت ممتحن به أيضاً . توزيع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء و في الآخرة توزيع جزاء : لكن هذا يقودنا إلى موضوع دقيق هو أن في الحياة حظوظاً ، المال حظ ، العلم حظ ، الصحة حظ ، القوة حظ ، الوسامة حظ ، الذكاء حظ ، طلاقة اللسان حظ ، يسميها علماء النفس القدرات الخاصة ، بالإنسان قدرات عامة وقدرات خاصة ، الذي يتمتع بذاكرة قوية جداً ، الذاكرة القوية حظ ، الذي يتمتع بقوة إقناع هذه قدرة بالإنسان ، هذا حظ ، الحقيقة الأولى أن الله وزع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء ، وسيوزع هذه الحظوظ بالآخرة توزيع جزاء ، فالحظوظ هي القدرات ، الله عز وجل وزع الحظوظ في الدنيا ، هناك إنسان قوي بجرة قلم يحق حقاً ويبطل باطلاً ، إنسان ضعيف لا يستطيع أن يفعل شيئاً ، فالقوة حظ والضعف سلب لهذا الحظ ، أنت ممتحن إذا كنت قوياً وإذا كنت ضعيفاً ، والغنى حظ ، والضعف حظ ، الغنى حظ إيجابي وانعدام هذا الحظ سلبي ، أنت ممتحن إذا كنت غنياً ، ممتحن إذا كنت فقيراً ، الحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء لقوله تعالى : لكن هذه الحظوظ سوف توزع في الآخرة توزيع جزاء البطولة من يحتل في الآخرة مقعد صدق عند مليك مقتدر . الحظوظ في الدنيا مؤقتة والحظوظ في الآخرة أبدية ، الحظوظ في الدنيا قد لا تعني شيئاً ، والحظوظ في الآخرة قد تعني كل شيء ، فلذلك البطولة من يحتل في الآخرة كما قال الله عز وجل : البطولة أن يكون لك حظ في الآخرة ، أما أهل الدنيا مالهم في الآخرة من خلاق ، فلذلك الله عز وجل حينما يرسل أنبياءه ورسله إلى البشر الذي آمن آمن والذي كفر كفر ، الذي آمن هناك إيمان شكلي ، هناك إيمان ظاهري ، هناك إيمان حقيقي ، فالذي آمن مع أنه آمن إنه مبتلى ، ممتحن ، هل هذا الإيمان حقيقي أم هذا الإيمان شكلي ؟ فإذا كان هذا الإيمان شكلي قد يأتيه تأديب من الله عز وجل ، وإن لم يؤمن قد يأتيه تأديب من الله عز وجل ، لا لأنه لم يؤمن بل لأن عدم إيمانه سيقوده إلى عذاب الله وبئس المصير (الفوائد لابن القيم رحمه الله : أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي) .........................ز الخلاصة: ______ - فى الصورة المقلوبة رفاهية الإنسان فى الدنيا ومتعته هى الهدف والغاية والمنتهى..بينما فى الصورة الصحيحة رفاهية الدنيا مجرد محطة ووسيلة..نعمة مؤقتة واختبار للإنسان عليه أن يجتازه لكى يحصل على الرفاهية الدائمة فى حياة أبدية - فى الصورة المقلوبة محن الإنسان ومصاعب الحياة هى خسارة وضياع..بينما فى الصورة الصحيحة هى اختبار آخر له تعويض يفوق الخيال فى حالة اجتيازه.. - فى الصورة المقلوبة الإنسان ملاك يجب أن يسجد ويركع ليل نهار والدنيا جنة عدن ومدينة فاضلة يبحث الإنسان فيها عن عدالة تامة وسعادة كاملة وسط مجتمع من الأخيار...وفى الصورة الصحيحة الدنيا دار يمتزج فيها الشقاء باللعب واللهو ويختلط فيها الخير بالشر..البشر فيها يفكرون ويختارون..يصيبون ويخطئون..وعبادة الصالحين منهم توحيد وسجود وركوع وصيام وزكاة وحج وتحر للحلال وإقامة مجتمعات عدل وسلام وعلم وعمل.. الدواء السحري
8/8/2020
![]() استرجع معى كل ما رأيته أو عشته أو قرأت عنه من حكايات واقعية ومواقف حقيقية لأكثر الأطباء إنسانية..الذين تعاطفوا مع مرضاهم الفقراء فتنازلوا عن أجورهم..والذين خصصوا أياما فى عياداتهم لهؤلاء الفقراء..والذين تبرعوا بالأدوية..والذين جابوا الكفور والنجوع فى قوافل لعلاج المساكين..والذين أنقذوا جرحى الحروب ومصابى الشوارع.. ولكن... هل سمعت من قبل بطبيب يوقع الكشف ويصف العلاج ويتبرع بالدواء مجانا...ويضمن لك الشفاء الدائم ويمنحك فوقه أجرا مستمرا إلى الأبد..ليس فقط مدى الحياة..ولكن بعد موتك إلى ما لا نهاية...؟؟؟؟!!! قبل أن نتطرق إلى التفاصيل.. ينبغى لنا أن نتعرف أولا على المرض الذى نسعى للإستشفاء منه.. إنه مرض لا يمكن أن يفلت منه كائن حى... المرض هو : الخوف والخوف لا يكون مرضيا فى جميع الأحوال... يقسم علماء النفس البشرية الخوف إلى نوعين رئيسيين..نوع صحى محفز...وهو الخوف من الرسوب الذى يدفع الطالب للمذاكرة...والخوف من سيارة مسرعة أو حيوان مفترس أو نار محرقة يدفع الإنسان أو الحيوان للهرب من مصدر الخطر..أو ربما الخوف من عذاب النار الذى يدفع الإنسان للتقوى... ولكن هناك نوع آخر مرضى من الخوف يسمونه الخوف الوهمى..قد يكون خوفا من شىء غير موجود...وربما كان خوفا من خطر حقيقى ولكن حجم الخوف تجاوز المقدار المطلوب للتحفيز إلى مقدار معوق للإنجاز..يفقد الشخص القدرة على التفكير والتصرف بشكل سليم... قد يتوتر الإنسان توترا شديدا خوفا من فوات رزق أو خسارة مادية أو رعبا من الموت ونفس هذا الخوف يمكن أن يكون صحيا عند شخص ما ووهميا عند شخص آخر...بل أنه يمكن أن يتقلب بين الحالين فى قلب الإنسان نفسه تبعا لأحواله النفسية... ولكن الله سبحانه وتعالى لم يشأ أن يترك عباده المؤمنين وحدهم فى هذه الدنيا نهبا لهذه المشاعر التى قد تفتك بالإنسان ومشروعاته..سواء كانت مشروعات نجاح فى رحلته الشخصية..أو مشروعات للمجتمع والأمة على الإنسان أن يؤدى فيها دورا وواجبا فى اطار رسالته فى الحياة.. لقد شخص الله عز وجل هذه الحالة النفسية المزمنة..التى يعانى منها الإنسان..طالما كانت فيه روح...منذ لحظة مولده وحتى لحظة موته...ووصف الخالق العليم لها العلاج وأمرنا به... (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ليس هذا فحسب..ولكن الرحيم الكريم وعدنا بأجر لا مثيل له إن نحن تناولنا العلاج بالجرعة المناسبة.. (لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما ترزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا) (عرضت علي الأمم ، فأجد النبي يمر معه الأمة ، النبي يمر معه النفر ، والنبي يمر معه العشرة ، والنبي يمر معه الخمسة ، والنبي يمر وحده ، فنظرت فإذا سواد كثير ، قلت : يا جبريل ، هؤلاء أمتي ؟ قال : لا ، ولكن انظر إلى الأفق ، فنظرت فإذا سواد كثير ، قال : هؤلاء أمتك ، وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب ، قلت : ولم ؟ قال : كانوا لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون) -------------------------------- بعض من استخدموا الدواء قبلك - (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر، فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم * وأزلفنا ثَمِّ الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين * إن في ذلك لآيةً) (الشعراء: 63 - 67). - انظر إلى محمد صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة، كيف أخذ بكل الأسباب الممكنة للبشر، خطَّط فأحكم التخطيط، ورتب فأحسن الترتيب، وأعدَّ لكل أمر عُدته المناسبة، هيأ من يبيت في فراشه (علي بن أبي طالب)، ومن يرافقه في رحلته (أبا بكر الصِّدِّيق)، ومن يدله على الطريق (عبد الله بن أريقط)، واختار الغار الذي يختفي فيه أياماً حتى يهدأ الطلب عنه (غار ثور)، ولم يختره ناحية يثرب تعمية على القوم، وهيأ من يأتي له بالزاد والأخبار (أسماء بنت أبي بكر)، ومن يعفى على آثارها بغنمه بعد رجوعها (عامر بن فهيرة).ومع هذا كله استطاع القوم أن يصلوا إلى الغار، وأن يتوقفوا عنده، وهو ما جعل أبا بكر رضي الله عنه يقول مشفقا على مصير الدعوة إن مسَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء: يا رسول الله؛ لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا! فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: (يا أبا بكر؛ ما ظنك باثنين الله ثالثهما)؟ أو كما قال الله تعالى: (لا تحزن إن الله معنا) (التوبة: 40).لقد فعل الرسول الكريم ما قدر عليه، وبقي ما لم يقدر عليه، فتركه لربه وراعيه، يدبره بما يشاء من الأسباب الخفية، أو بغير الأسباب أصلاً إن شاء: (فأنزل الله سكينته عليه وأيَّده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، والله عزيزٌ حكيم) (التوبة: 40) - عند تجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك، تسابق الصحابة في الإنفاق والبذل، فجاء عمر بنصف ماله، وبحاء أبو بكر بماله كله، وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (وماذا أبقيت لأهلك وعيالك)؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله! - قيل لبعض المجاهدين في عصور الفتح: من يكفى أولادك من بعدك؟ قال: علينا أن نجاهد في سبيله كما أمرنا. وعليه أن يرزقنا كما وعدنا! - وقيل لزوجة مجاهد من السلف: من أين تعيشين أنت وأولادك بعد ذهاب زوجك؟ قالت بكل ثقة: زوجي منذ تزوجته وعرفته، عرفته أكّالاً، وما عرفته رزّاقاً، فلئن ذهب الأكّال لقد بقي الرزَّاق! _______________________ ماذا يحدث عندما تتناول جرعة زائدة ؟ _______________________ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا معشر الفقراء، ارفعوا رؤوسكم، فقد وضح الطريق، فاستبقوا الخيرات، ولا تكونوا عيالاً على المسلمين وعن محمد بن عاصم قال: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا رأى غلاماً فأعجبه سأل عنه: هل له حرفة؟ فإذ قيل: لا، قال: سقط من عيني. ولقى رضى الله عنه ناساً من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون. قال: بل أنتم المتأكلون. إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض، ويتوكل على الله عزَّ وجلَّ.. ومن المشهور عنه: أنه رأى جماعة يقعدون في المسجد بعد صلاة الجمعة، فأنكر عليهم، وقال: لا يقعدنَّ أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضةً! إنما يرزق الله الناس بعضهم من بعض. أما قرأتم قول الله تعالى: (فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله)؟ (الجمعة: 10) وقد حكوا عن شقيق البلخي -وهو من أهل العبادة والزهد- أنه ودَّع صديقه إبراهيم بن أدهم، لسفره في تجارة عزم عليها. ولم يلبث إلا مدة يسيرة، ثم عاد، ولقيه إبراهيم، فعجب لسرعة إيابه من رحلته، فسأله عما رجع به قبل أن يتم غرضه، فقصَّ عليه قصة شهدها، جعلته يغير وجهته ويلغي رحلته، ويعود قافلاً.ذلك أنه نزل للراحة في الطريق، فدخل خربة يقضي فيها حاجته، فوجد فيها طائراً أعمى كسيحاً لا يقدر على حركة، فرَقَّ لحاله، وقال: من أين يأكل هذا الطائر الأعمى الكسيح في هذه الخربة؟ ولم يلبث أن جاء طائر آخر يحمل إليه الطعام ويمده به، حتى يأكل ويشبع، وظل يراقبه عدة أيام وهو يفعل ذلك، فقال شقيق: إن الذي رزق هذا الطائر الأعمى الكسيح في هذه الخربة لقادر على أن يرزقني! وقرر العودة.وهنا قال له ابن أدهم: سبحان الله يا شقيق! ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى العاجز الذي ينتظر عون غيره، ولا تكون أنت الطائر الآخر الذي يسعى ويكدح ويعود بثمرة ذلك على من حوله من العمي والمقعدين؟! أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليد العليا خير من اليد السفلى)؟.فقام إليه شقيق وقبَّل يده وقال: أنت أستاذنا يا أبا إسحاق! ___________________________ أحوال الناس فى تناولهم لدواء التوكل الربانى: ------------------------------------------------ 1- معطلو الأسباب: الصنف الأول: الذين عطَّلوا الأسباب وأعرضوا عنها -بأبدانهم وقلوبهم- بدعوى التوكل على الله تعالى. وهؤلاء منهم الصادقون المخلصون، ومنهم المتظاهرون المدَّعون. (جرعة زائدة من التوكل وصلت إلى حد التواكل) 2- المعتمدون على الأسباب دون مسببها: . الذين تشبثوا بالأسباب، بجوارحهم وقلوبهم، وغفلوا من مسببها، وخالقها، فكل نظرهم إليها، وكل اعتمادهم عليها، حتى أمست وكأنها آلهة تُعبد مع الله، أو من دون الله!وهؤلاء للأسف الشديد هم أكثر الخلق. فلا يكاد أحدهم يرى الرزق إلا في الوظيفة التي يقبض راتبه منها كل شهر، أو في البيت الذي يدر عليه الدخل كل مدة، أو في التجارة التي تعود عليه بالربح كل عام، أو في الشركة التي ساهم فيها، أو في أبيه الذي تكفَّل بالنفقة عليه، أو بفلان الأمير أو الوزير أو الوجيه الذي يسنده في منصبه، أو يسهل له صفقاته.(استغنوا عن الله سبحانه وتعالى) 3- الذي أخذ بالأسباب، ولم يغفل عن مسببها: فهو مع الأسباب بجوارحه وبدنه، ومع ربه بعقله وقلبه. فهذا هو المتوكل حقاهو الذي رعى سُنَّة الله في خلقه، وأحكامه في شرعه، موقنا أن الله تعالى هو الذي وضع الأسباب، وأمر باتخاذها، ورتَّب عليها آثارها قدراً وشرعاً، وهو -في الوقت نفسه- القادر على أن يعطلها إن شاء، وأن يخلق من الموانع ما يعوق سيرها، أو يبطل أثرها.هذا الصنف هو الذي أحسن الفهم عن الله ورسوله، فعقل ناقته وتوكَّل، وبذر الحبَّ، واعتمد على الرب، ومشى في مناكب الأرض التي ذللَّها الله آكلاً مِن رزق الله، وباع واشترى، ولكن لم تلهه تجارة ولا بيع عن ذكر الله.. وإذا نودي للصلاة من يوم الجمعة، ترك بيعه، وجمَّد سببه، ساعياً إلى ذكر الله، فإذا قُضِيت الصلاة انتشر في الأرض مبتغياً من فضل الله ___________________ كيف نضبط الجرعة اذن ؟ ______________________ يرشدنا لهذا ابن الجوزى عندما يقول: لو عرفوا ماهِّيَة التوكل لعلموا أنه ليس بينه وبين الأسباب تضاد. وذلك أن التوكل اعتماد القلب على الوكيل وحده، وذلك لا يناقض حركة البدن في التعلق بالأسباب هذا هو السر اذن... التوكل وقاية وعلاج لقلبك من الخوف...الخوف الوهمى..الذى يمنعك من الإنجاز ويعوق نجاحك...الذى يمنعك من أن تقول للظالم: لا.. الذى يذلك لمخلوق أيا كان..ظنا أن رزقك أو أجلك بيده... ولكنه فى الوقت نفسه لا يجب أن يتخطى حدود قلبك ليعطل بدنك عن العمل...العمل الذى يحركه الخوف الصحى فيغير حياتك وحياة من حولك إلى الأفضل فى الدنيا والآخرة.. ********************* المراجع: عدة مصادر على رأسها: - القرآن الكريم - السنة المطهرة - كتاب التوكل - لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوى حفظه الله من ذا الذي لا يحبه؟
8/8/2020
![]() تراه هناك جالسا فى ساحة منزله..يخصف نعله ويرقع ثوبه.. يتناول كسرة خبز مع جرعة لبن أهديت إليه...هى أول ما يدخل جوفه منذ يومين.. يجلس معه غلامه..لا فارق بينهما فى الملبس أو المأكل.. يرفع الحجر الذى كان مربوطا على بطنه ليسكن آلام الجوع.. تسمع أصحابه يقولون عنه أنه كان متواصل الأحزان ، دائم الفكرة.. ليست له راحة يواصل الليل بالنهار ، لا يتكلم في غير حاجة.. أشد من العذراء في ليلة عرسها حياء.. تسمعهم يقولون أن وجهه كان وضاءا..كأن الشمس تجري فيه .. كان الأسرع في مشيه وكأن الأرض تطوى من تحت قدميه..والناس تجهد لتدركه.. كان يتكلم بملء فمه ، يبين الكلمات كلمة كلمة..يعيد الكلام ثلاثا ليفهم عنه ويعقل.. تراه نائما تحت شجرة وحده..لم ينتبه إلا ورجل غريب واقف فوق رأسه والسيف في يده.. يسأله الغريب: - من يمنعك مني ؟ يرد: - الله يسقط السيف من يد الغريب.. فيأخذه ويسأله: -من يمنعك مني ؟ يقول: - كن خير آخذ فيتركه ويعفو عنه ليرجع الغريب الى قومه قائلا: - جئتكم من عند خير الناس . تسمعه بعد أن التجأ لساتر من حجارة طارده بها المعتدون يقول: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي... إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ؟ أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي.. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك.. لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك . ولما تجيئه من ربه رخصة الإنتقام يرفض ويقول: إنى أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا.. فيستجيب له الله ويخرج من أصلابهم ملايين الموحدين.. تسمع أحدهم يقول أنه خرج فى ليلة مقمرة ينظر الى القمر فيعجبه.. ولما ظهر رسول الله قادم ..أخذ ينظر الى القمر.. ثم ينظر الى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينظر الى القمر.. فيقسم أن الرسول أجمل من القمر.. وهذا آخر يقول: ما مسست حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وما شممت مسكا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وثالث يقول: ما رأيت أحدا أكثر ابتسامة من رسول الله.. ورابع يقول: ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم... وذلك على بن أبى طالب يقول أنهم كانوا يحتمون به عندما يشتد وطيس المعركة: كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحُدُق اتقينا برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب الى العدو منه.. ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وهو أقربنا إلى العدو.. تراه يطوف بالكعبة..يحس بأن شخصا يتعقبه... هو شخص يعرفه اسمه فضالة وقد خبأ خنجرا ليغتاله به فى طيات ملابسه.. يلتفت إليه ويسأله : بم تحدثك نفسك يا فضالة ؟ فيرد : لا شيء أني اذكر الله فيبتسم ويقول له : اتق الله يا فضالة يرفع يده ويظن فضالة انه سيضربه.. ولكنه يضع يده على قلبه وظل يمسح على قلبه ويبتسم ويقول:- يا فضالة استغفر الله..يا فضالة اتق الله .. يقول فضالة فيما بعد : فظل يمسح على قلبي حتى أحببته.. وقبل أن يضع يده على قلبي كان أبغض أهل الأرض الى قلبي.. فما أن رفعها عن قلبي حتى صار أحب أهل الأرض الى قلبي ... تسمعه يقول: إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها.. فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه... تراه يسير فى المدينة بلا رداء ولا قلنسوة..بلا حرس... يمشي هونا بوقار . خافض الطرف.. فى طريقه لعيادة مريض مسكين..المريض خادم يهودى كان يعمل عنده.. يقابل أحد أصحابه.. فيبدأه بالسلام ..يمد يداً ويسلم بكلية جسده متبسما لا ينزع يده من يد صاحبه حتى ينزع صاحبه يده أولاً.. عند عودته تجرى خلفه طفلة..تتشبث به.. يترك يده فى يدها لتقوده وتتجول معه مفتخرة حيث شاءت فى طرقات المدينة.. تسمعه يبكى بكاءا مرا وهو يقرأ قول ابراهيم عليه السلام: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وقول عيسى عليه السلام : إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ و َإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فيرفع يديه ويقول: اللهم أمتي... فيقول الله عز وجل: يا جبريل.. اذهب إلى محمد وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فيأتيه جبريل عليه السلام، فيسأله، فيخبره بما قاله وهو أعلم فيقول الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك.. تراه راحلا مع أصحابه..كل ثلاثة على بعير.. يركب إثنان ويمشى واحد بالتبادل... ولما يأتى دوره..يعرضا عليه أن يمشيا عنه.. فيقول لهما: لستما بأقوى منى ولست بأغنى عن الأجر منكما.. تسمع عائشة التى اتهموه أنه انتهك طفولتها تقول عنه: ما رأيت أشجع ولا أجود ولا أضوأ وجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يقول لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ، وإذا كنت علي غضبى .. فتسأله: ومن أين تعرف ذلك ؟ يقول : أما إذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا . ورب محمد ! وإذا كنت غضبى ، قلت : لا . ورب إبراهيم ! فترد: والله ! يا رسول الله ! ما أهجر إلا اسمك... تراه يسابق عائشة وهى مازالت شابة نحيفة.. يقول لها: تعالي حتى أسابقك.. تسبقه..فيعيد الكرة بعد أن كبرت وزاد وزنها.. فيسبقها يضحك وهو يقول: هذه بتلك.. تراه يشرب مع عائشة من إناء واحد.. فيحرص أن يضع فمه موضع فمها من الإناء.. تسمع عائشة تقول عنه: أنه ما ضرب شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه.. إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل... وتسمع أنس خادمه يقول عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط..ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟ تراه يدفع دية قتيل لليهود مائة ناقة بدون ظلم ولا إجحاف.. وهو والمسلمون لا يشبعون من خبز ثلاثة أيام متتالية.. تسمعه يقول لأصحابه حينما وقفوا إكبارا لدخوله عليهم: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضا...... وتسمعه يقول لعائشة حانيا جبهته..حينما تشفق عليه من الأكل على الأرض: آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد.. تراه لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة من اعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يرى اللعب المباح فلا ينكره ، يسابق أهله ، وترفع الأصوات عليه فيصبر ،، ولا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه.. تسمعه يقول لجيشه وهو يودعهم: لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا.. تراه يضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رجلها حتى تركب على بعيرها وتراه يصفى الإناء للقطة حتى تشرب.. تسمعه يبكي..فيسألوه:ما يبكيك يا رسول الله ؟ يقول : اشتقت الي إخواني ، فيقولون: أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ يرد : لاأنتم أصحابي ، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني . تسمعه فى ساعاته الأخيرة يتساءل عن لغط الناس خارج منزله.. فيقولون له: يارسول الله ، يخافون عليك . يقول:احملوني إليهم. فيصبون عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق.. يصعد إلي المنبر..ويخطب فى الناس: أيها الناس ، كأنكم تخافون علي.. يقولون: نعم يارسول الله .. يقول: أيها الناس ، موعدكم معي ليس الدنيا.. موعدكم معي عند الحوض ... والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا . أيها الناس ، والله ما الفقر أخشي عليكم..ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم.. فتهلككم كما أهلكتهم . أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، اوصيكم بالنساء خيرا أيها الناس ، أقرأوا مني السلام لكل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه.. هذه هى سنته.. هذه هى سيرته.. إذا كنت ممن ضللتهم محن وفتن هذا الزمان..وخدعك من اختزلوا سنته فى لحية وجلباب.. إذا كنت ممن ظنوا أن أحاديثه شرب بول وإرضاع كبير..وأن سيرته قتال وزواج...إذا كنت تدعى أن الإسلام لم يمنع الرق واستعباد البشر للبشر..فانت لم تعرف شيئا عن الإسلام ولا عن محمد.. محمد الذى قال فى خطبة الوداع: إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ..كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم..وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب... فليبلغ الشاهد الغائب.. فليبلغ الشاهد الغائب.. فليبلغ الشاهد الغائب أن من لم يحب محمدا بعد أن يعرفه تمام المعرفة حق عليه أن يشك فى نفسه..أن يشك فى فطرته..أن يشك فى إنسانيته..أن يشك فى ضميره ونزاهته..أيا كان دينه وأيا كانت ملته... ******************* |
|
![]() |
كوب واحد وعشرة عقول
حواديت
|
![]() |
في بلدنا دب أبيضدب يا قزمان؟؟!!دب أبيض من دببة القطب الشمالى فى بلدنا الصحراوى؟؟!! وفى شهر أغسطس؟؟!! حواديت |
![]() |
جولة حرة في سوق الوقت
حواديت
|